تحدّث محمد جواب، مدافع نادي أميان الفرنسي، عن قراره بمغادرة ستاد رين والانضمام إلى فريقه الحالي، مُتوقّفاً عند هدفه المُتمثل في المشاركة ضمن الألعاب الأولمبية رفقة المنتخب المغربي تحت 23 سنة في باريس الصيف القادم.
وقال خريج "أكاديمية محمد السادس لكرة القدم"، في حوارٍ خاص أجرته معه "البطولة": "من الأسباب التي حملتني على مغادرة ستاد رين هي منافسات الألعاب الأولمبية 'باريس 2024'، وإذا أردت التواجد في قائمة اللاعبين المُنادى عليهم يجب عليك أن تُخاطر وتبحث عن آفاق للحصول على فرصتك المنشودة".
وتابع المتحدث نفسه قائلاً: "مخططي هو خوض أكبر عدد من المقابلات والتوقيع على عروض مميزة لتعزيز مكانتي في منظومة المنتخب المغربي تحت 23 سنة، وكذلك تطوير إمكانياتي حتى أزاول في دوريات كبرى داخل القارة الأوروبية".
وفي ما يلي حوار "البطولة" مع محمد جواب:
- انضممت إلى نادي أميان في شهر يناير الفارط، كيف تمت عملية التأقلم مع الفريق؟
في الواقع، التأقلم داخل نادي أميان لم يكن صعباً، بخلاف القدوم لأول مرة إلى أوروبا وخوض مباريات متتالية منذ الأسبوع الأول، لم أشعر حتى وجدت نفسي منخرطا في المجموعة وحائزاً على ثقة الطاقم التقني وكذلك اللاعبين، وهذه الثقة تتأتى بالعروض التي تُقدّمها على أرضية الملعب.
- حدّثنا عن تجربتك في ستاد رين وما الذي دفعك إلى مُغادرة النادي؟
حينما غادرت أكاديمية محمد السادس، خضعت لاختبار رفقة نادي ستاد رين، بعدما كنت أُثير اهتمام مسؤوليه، لقد عشت ضغطا كبيرا يتعلق بالاختبار الذي أجريته خاصة أنه كان في آخر أسبوع لفترة الانتقالات. كنت حينها مترددا في الذهاب والخضوع للاختبار، بعد فشلي في اختباريْن مع نادييْن آخريْن، لكن حمدا لله مضت الأمور بخير، وبعد أول حصة تدريبية تحدّث معي وكيل أعمالي وأبلغني برغبة إداريي رين في التعاقد معي، وهو ما حدث في آخر المطاف.
شرعت في العمل مع الفريق الرديف لرين ثم تحوّلت إلى الفريق الأول في فترة الاستعداد للموسم الجديد، وقد ظهرت حمدا لله بمستوى جيد للغاية وأكّدت أوراق اعتمادي للمدرب برونو جينيسيو الذي طلب مني البقاء، بعدها بدأت منافسات الدوري والتي كنت أتمنى أن أحظى بها بفرصتي، لكن ذلك لم يحدث للآسف، خاصة حينما تكون لاعبا صاعدا من الفريق الرديف إلى الأول، في ظل حصد نتائج غير إيجابية، عندها يكون التردد في الزج بك في المباريات، وهو ما دفعني إلى التعبير عن رغبتي في تغيير الأجواء والانضمام إلى فريق أحصل فيه على فرصتي الكافية.
- ما هو مُخطّطك حالياً على المدييْن القريب والمتوسط؟
مخططي هو خوض أكبر عدد من المقابلات والتوقيع على عروض مميزة لتعزيز مكانتي في منظومة المنتخب المغربي تحت 23 سنة، وكذلك تطوير إمكانياتي حتى أزاول في دوريات كبرى داخل القارة الأوروبية.
-تُمارس داخل الكرة الفرنسية منذ مدة، هل لكَ أن تصِف لنا نمط عملها وكيف تسير؟
مستوى الكرة الفرنسية مرتفع للغاية، ليس هناك أي تساهل في أي شيء هنا، سواء في الوقت أو الانضباط، إنهم يُركّزون على التفاصيل الصغيرة ويُساعدونك على التحسن في عدة جوانب، هذا الأمر قائم في كل الأندية الفرنسية، لهذا توج المنتخب الفرنسي بكأس العالم وبلغ نهائي المونديال في آخر ست سنوات. الكرة المغربية كذلك تمضي بوتيرة سريعة وتتطوّر لكن أهم شيء هو الاستمرارية، وهذا ما نتمنى أن يتواصل داخل المنظومة الكروية المغربية.
- كيف كان شعورك حينما حظيت بدعوة الانضمام إلى المنتخب المغربي الأولمبي؟
لقد انتابني شعور عميق بالسعادة حينما توصلت بدعوة الانضمام إلى المنتخب المغربي الأولمبي كأي لاعب مغربي، وقفت على أن الله يُجازي المرء بعمله واجتهاده، مرّت التجمعات التي حضرت فيها بشكل جيد، وآمل الاستمرار بهذه الوتيرة ومواصلة الاشتغال بصورة جيدة.
- اتّخذت قراراً بالرحيل عن فريق كبير في فرنسا هو ستاد رين، هل هي مُغامرة محسوبة العواقب؟
في الواقع، من الأسباب التي حملتني على مغادرة ستاد رين هي منافسات الألعاب الأولمبية "باريس 2024"، وإذا أردت التواجد في قائمة اللاعبين المُنادى عليهم يجب عليك أن تُخاطر وتبحث عن آفاق للحصول على فرصتك المنشودة، وهذا ما أسير عليه حمدا لله حتى أكون في أفضل حلة وأبلغ الجاهزية الكافية التي تُخوّل لي الحضور مع المجموعة التي ستُشارك في الأولمبياد.
- كيف هي علاقتك بالدولي المغربي نايف أكرد، خاصة أنكما زاولتما في نفس النادي؟
لقد تعرّفت على نايف أكرد حينما شاركت في دورة دولية، كان حاضراً هناك وبعد نهايتها تحدّث إلي وقال لي بأنني أُذكِّره بنفسه حينما كان يافعاً، شرح لي بإسهاب فلسفة عمله ومدّني بالنصائح اللازمة التي ساعدتني على نحوٍ ملموس، ثم واجهته في مباراة ودية بين رين ووست هام وانتصرنا عليهم، نايف يظل مثالاً لأي لاعب وأتمنى أن أسير في نفس مساره ولمَ لا أفضل، آمل كل التوفيق له في مشواره الكروي.
- كيف ترى قرار الانفصال عن الإطار عصام الشرعي والتعاقد مع طارق السكتيوي لتدريب المنتخب الأولمبي؟
نحن كلاعبين لا ينبغي أن يُحدِث لنا هذا التغيير أي إشكال، المدرب عصام الشرعي قام بعمل جيد وقاد المنتخب للتتويج بلقب كأس أمم أفريقيا تحت 23 سنة، نشكره على كل ما قدّمه لنا ونتمنى له التوفيق في قادم تجاربه، أما طارق السكتيوي فهو مدرب كبير وغني عن أي تعريف كلاعب وإطار، أمضيت معه فترة قصيرة داخل اتحاد تواركة قبل التحاقي بستاد رين، وقد استفدت منه بشكل كبير، يجب علينا كلاعبين التأقلم مع المدربين الذين يُشرفون علينا وتكون لنا القابلية للاكتساب منهم.
-ختاما، لا شك أن حمل قميص المنتخب المغربي الأول يظل من أهم وأسمى أهدافك؟
المنتخب المغربي الأول هدف كبير بالنسبة لي، ليس من السهل أن تحمل قميص هذا المنتخب، لكن يجب عليك العمل والاجتهاد وإظهار قدراتك على أرضية الملعب، لذلك آمل أن يكون المنتخب الأولمبي طريقا مُمهّداً لي نحو المنتخب الأول بعد الألعاب الأولمبية. ليس هناك شيء بعيد ما دام المرء يؤمن بنفسه ويكدّ في عمله ويكون صافي السريرة ويحظى برضا الوالديْن، نتمنى كل الخير في المستقبل بمشيئة الله.