تقدم سكان مدينة سان سيباستيان الإسبانية بشكوى رسمية إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم (FIFA) يطالبون فيها بسحب مدينتهم من قائمة المدن المضيفة لكأس العالم 2030، المقرر إقامته بشكل مشترك بين المغرب وإسبانيا والبرتغال. تعكس هذه الشكوى مخاوف متزايدة بشأن أزمة الإسكان وارتفاع معدلات السياحة، بالإضافة إلى التدابير الأمنية التي تؤثر على الحياة اليومية للسكان.
تأتي هذه الخطوة في أعقاب استقالة ماريا تاتو، رئيسة اللجنة المنظمة لكأس العالم 2030 في إسبانيا. وتؤكد ست جمعيات أحياء في المدينة أن استضافة الحدث ستؤدي إلى تفاقم الأوضاع المعيشية وتزيد من "الاكتظاظ السياحي" الذي تعاني منه المدينة بالفعل. وجاء في نص الرسالة المقدمة للفيفا: "**Accueillir la Coupe du monde ne fera qu'aggraver les conditions de vie dans notre ville**" ("استضافة كأس العالم لن تؤدي إلا إلى تفاقم الظروف المعيشية في مدينتنا").
في المقابل، انتقد عمدة سان سيباستيان هذه الخطوة، مشيراً إلى ارتفاع السياحة في المدينة بنسبة 78% منذ عام 2015، معتبراً ذلك نجاحاً دولياً يجب أن تفخر به المدينة. ومع ذلك، يرى السكان المحليون أن هذا الارتفاع في السياحة يضغط بشكل كبير على الموارد المحلية ويؤدي إلى ارتفاع أسعار الإيجارات وتدهور نوعية الحياة.
لم يصدر حتى الآن أي رد فعل رسمي من FIFA على هذه الشكوى، وسط ترقب لما ستؤول إليه الأمور في ظل هذه التحديات المتزايدة التي تواجهها المدينة. يبقى أن نرى ما إذا كانت هذه الاحتجاجات ستؤثر على قرار FIFA النهائي بشأن المدن المضيفة لكأس العالم 2030.